صور تاريخية

العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية

المملكة من أوائل الدول التي ساندت استقلال باكستان من الاستعمار البريطاني، واستقلال المسلمين في وطن خاص بهم بعيداً عن الهيمنة الهنديةعام1947م

وكانت من أولى صيغ العلاقات الرسمية المكتوبة بين المملكة وباكستان، هي معاهدة صداقة وأخوة من خمس مواد، بين المملكة العربية السعودية وباكستان في عهد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز ال سعود ، وقد أُبرمت في مدينة جدة في 25 صفر 1371هـ الموافق 25 نوفمبر 1951م، وتم تبادل وثائق إبرامها في يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1372هـ الموافق 3 مارس 1953. ووقعها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية أنذاك نيابة عن الملك عبدالعزيز آل سعود ومن الجانب الباكستاني وقعها الحاج عبدالستار سيت الوزير المفوض الباكستانى ومندوبها فوق العادة في المملكة بالنيابة عن الحاكم العام لباكستان. وتقضي المعاهدة بعلاقات أخوية إسلامية صادقة وبسلم دائم، وعدم استخدام أراضي أي من الدولتين للإضرار بالدولة الأخرى

ومهدت المعاهدة لاتفاقات خاصة بشأن التسهيلات للحجاج والأمور القنصلية والتجارية والجمركية والإقامة والمرور والمواصلات والثقافة وتبادل تسليم المجرمين

:وقد علق الملك عبدالعزيز على المعاهدة عند التصديق عليها بالتالي

وبعد أن اطلعنا على هذه المعاهدة السالفة الذكر وأمعنا النظر فيها صدقناها وقبلناها وأقررناها جملة في مجموعها ومفردة في كل مادة وفقرة منها، كما إننا نصدقها ونبرمها ونتعهد ونعد وعداً ملوكياً صادقاً بأننا سنقوم بحول الله بما ورد فيها ونلاحظه بكمال الأمانة والإخلاص. وبأننا لن نسمح بمشيئة الله بالإخلال بها بأي وجه كان طالما نحن قادرون على ذلك وزيادة في تثبيت صحة كل ما ذكر فيها أمرنا بوضع خاتمنا على هذه الوثيقة، ووقعناها بيدنا، والله خير الشاهدين. حرر بقصرنا في الرياض في اليوم الخامس والعشرين  من شهر محرم عام 1372هـ الموافق لليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر عام 1952م

وقدازدادت العلاقات وتبادل الزيارات بين البلدين فقد قام الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بزيارة رسمية إلى باكستان بدعوة من حاكمها العام غلام محمد في 17 شعبان 1373هـ. وزار الملك سعود بيشاور وروالبندي ولاهور، وتسلم مفتاح مدينة كراتشي، ومنحته جامعة كراتشي الدكتوراه الفخرية في القانون. وتوجه يوم 21 شعبان 1373هـ إلى ميناء كراتشي، حيث ركب الباخرة السعودية (الأمير سعود) إلى الدمام، فوصلها يوم الأربعاء 25 شعبان 1373هـ/28 أبريل 1954م

استمرت العلاقات بين البلدين فى تطور وتنامي متزايد و تبادل لزيارات كبار المسئولين فى البلدين ، وفي 28 ذي الحجة 1386هـ الموافق 19 أبريل 1966م قام الملك فيصل طيب الله ثراه، بزيارة لباكستان استمرت 5 أيام، حيث أكد تواصل مساعيه لتكوين منظمة إسلامية تعنى بالإسلام والمسلمين. وقد وجدت هذه الدعوة تجاوباً وتقديراً وتأييداً من الرئيس الباكستاني محمد أيوب خان، وأعلن الزعيمان في كراتشي إيمانهما بالدعوة إلى تضامن المسلمين. وتوحيد القوى والطاقات الإسلامية لمواجهة التحديات الجديدة سواء في عالم الصراع السياسي أو النضال من أجل التنمية وتجاوز حواجز الجهل والأمية وصعوبات التنمية

وأمر جلالة الملك فيصل أثناء زيارته تلك ببناء مسجد وجامعة إسلامية في باكستان، كما سميت مدينة باكستانية باسمه وهي مدينة فيصل آباد

وفي 15 ربيع الثاني 1435هـ الموافق 15 فبراير 2014م كان هناك زيارة مهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حينما كان ولياً للعهد لترسي مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين

 وفي 13 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق 18 فبراير 2019م كان هناك زيارة تاريخية ومثمرة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله لتبدأ مرحله جديدة من العلاقات بين البلدين

وقفت المملكة إلى جانب باكستان في الأزمات والكوارث الطبيعية التي ألمت بها وخاصة كارثة الزلزال المدمر في الثامن من اكتوبرعام 2005م  حيث قدمت المملكة حملة تبرعات لمتضرري الزلزال من مساعدات مالية وعينية مايقارب المليار دولار أنجزت من خلالها مشاريع تنموية عديدة من منازل ومدارس ومراكز صحية أعادت المتضررين ليعيشوا حياتهم الطبيعية، وفي عام 2010م اجتاحت باكستان أكبر كارثة طبيعية وهي كارثة الفيضانات وكما هي عادتها مملكة الإنسانية حيث قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين حملة تبرعات واسعة لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق ما يفوق المليار دولار من المساعدات المختلفة تمثلت في مساعدات مادية، ومساعدات عينية وصلت عن طريق جسر جوي وبحري ، وكذلك قدمت المملكة مستشفيات متنقلة، وفريق إنقاذ مجهز بأحدث الإمكانيات ساهم في عمليات الإنقاذ التى استمرت قرابة الثلاثة أشهر